تتعرض أسعار النفط الخام لضغوط بيعية، إذ تراجعت للشهر الرابع على التوالي، حيث سجّلت مستوى 60.96 دولار منذ يومين، وهو أدنى مستوى منذ 21 أكتوبر 2025، فيما تحوم حاليًا حول مستوى 62 دولارًا. ومع ذلك، لا تزال الأسعار تتداول منذ بداية شهر أغسطس وحتى اليوم ضمن نطاق ضيّق يتراوح بين 60 و70 دولارًا أميركيًا، وسط حالة من الضبابية التي تسيطر على سوق النفط بفعل عوامل متباينة. وقد انخفضت الأسعار بنحو 17% منذ مطلع العام وحتى اليوم.
أهم العوامل الضاغطة على أسعار النفط الخام:
• إمكانية التوصل إلى وقف للحرب الروسية–الأوكرانية في ظل المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن السلام مع روسيا، حيث صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هناك تقدّمًا هائلًا في هذا الملف، وأن ويتكوف وكوشنير سيلتقيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.
• وفرة المعروض النفطي من خارج دول منظمة أوبك+.
• ضعف البيانات الاقتصادية لدى كبار مستوردي النفط في العالم، مثل الصين، مما ضغط على الطلب العالمي على الخام.
• ارتفاع شحنات النفط الإيراني المتراكمة في البحر إلى أعلى مستوى منذ عام 2023.
- ارتفاع مخزون النفط الخام الأميركي بمقدار 2.774 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى من التوقعات البالغة -1.300 مليون برميل، وأعلى أيضًا من القراءة السابقة البالغة -3.426 مليون برميل.
أما العوامل الإيجابية التي تؤثر على أسعار النفط، فهي:
• توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي في 10 ديسمبر بنسبة 80%، ما قد يعزّز الطلب على النفط.
• ضعف مؤشر الدولار الأميركي، ما يمنح أسعار النفط زخمًا إيجابيًا في ظل العلاقة العكسية بين الطرفين، مع توقعات بمزيد من التراجع للدولار في المرحلة المقبلة.
ومن الناحية الفنية، يتداول سعر النفط الخام حاليًا دون مستوى الدعم الأساسي، وهو المتوسط المتحرك لـ50 يومًا (باللون الأزرق)، والذي يقف عند 64.37 دولارًا، وكذلك دون مستوى الدعم الثاني، وهو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا (باللون الرمادي)، والذي يقف عند 63.56 دولارًا. ويكمن التحدي القادم في ما إذا كانت أسعار النفط ستنخفض إلى مستوى الدعم النفسي عند 60 دولارًا، وإذا نجحت في كسر هذا الحاجز، فقد يكون الهدف التالي 58.50 دولار، وهو المستوى الذي سُجّل في 9 أبريل 2025.
أما بالنسبة لمؤشر القوة النسبية (RSI)، فيسجّل حاليًا 43 نقطة، ما يشير إلى زخم سلبي لأسعار النفط. كما يظهر تقاطع هبوطي بين خط MACD (باللون الأزرق) وخط الإشارة (Signal Line) (باللون البرتقالي)، مما يعزّز احتمالات استمرار الضغوط البيعية على أسعار النفط الخام.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
