سجّلت أسعار الذهب مستوى 4,498 دولارًا اليوم، وهو مستوى قياسي جديد للمرة الخمسين هذا العام، بعدما ارتفع المعدن الأصفر بنحو 70% منذ بداية العام حتى الآن، مسجّلًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، ومتفوّقًا على أصول عالية المخاطر مثل البيتكوين ومعظم مؤشرات الأسهم العالمية، باستثناء مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي الذي ارتفع بنحو 72%.
ولا تزال المؤشرات الأساسية والفنية تدعم أسعار الذهب في المرحلة المقبلة، إذ إن العوامل الأساسية التي دعمت الذهب سابقًا لا تزال قائمة، وأبرزها:
استمرار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا رغم المفاوضات الجارية لوقف الحرب، إلى جانب التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، والترقّب الحذر لاحتمال أي ضربة أميركية داخل فنزويلا.
بيئة السياسة النقدية التيسيرية؛ فقد شهدنا ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا العام بإجمالي 75 نقطة أساس، إضافة إلى توقعات “الدوت بلوت” التي أشارت إلى خفض واحد لأسعار الفائدة العام المقبل، في حين تتوقع الأسواق خفضين. ولا بد من الإشارة إلى أن ولاية جيروم باول تنتهي في مايو من العام المقبل، ما يرجّح تعيين حاكم مقرّب من ترامب، الأمر الذي قد يؤدي إلى خفض كبير في أسعار الفائدة، إذ من الممكن أن تنخفض إلى مستويات 1% أو 2%. ومن الطبيعي أن يعزّز ذلك الطلب على الذهب، كونه أصلًا لا يدرّ أي عائد.
استمرار عمليات الشراء من قِبَل البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، لزيادة احتياطياتها من الذهب، مما يعزز الطلب ويدعم الأسعار.
خروج المستثمرين من السندات الحكومية طويلة الأجل، مثل السندات الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية واليابانية، والتي تشهد ضغوطًا بيعية وارتفاعًا ملحوظًا في عوائدها، نتيجة تراجع ثقة المستثمرين بالأوضاع المالية العامة واتساع العجز المالي، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن تقليدي.
المخاطر التضخمية، إذ لا يزال معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى من المستوى المستهدف البالغ 2%، مع توقعات بارتفاعه مجددًا العام المقبل، ما يعزّز استخدام الذهب كأداة تحوّط ضد التضخم.
اللافت في هذا السياق هو الزخم الإيجابي لأسهم شركات تعدين الذهب، التي تفوّقت على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى وحتى على المعدن الأصفر نفسه، مثل أسهم باريك التي ارتفعت بنحو 194%، ونيومونت التي ارتفعت بنحو 182%، وأغنيكو إيغل التي ارتفعت بنحو 130%.
أمّا من الناحية الفنية:
- هناك انتظام في المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم واتجاهها الصعودي، حيث يتجاوز متوسط الـ20 يومًا متوسط الـ50 يومًا، ويتجاوز متوسط الـ50 يومًا متوسط الـ200 يوم.
- يسجّل مؤشر القوة النسبية RSI حاليًا نحو 81 نقطة، أي في منطقة التشبع الشرائي، ما يعكس قوة الزخم الصاعد لأسعار الذهب.
- يسجّل مؤشر الحركة الإيجابية DMI+ حوالي 36 نقطة، مقابل مؤشر الحركة السلبية DMI- الذي يسجّل نحو 9 نقاط. وتُظهر الفجوة الواسعة بين المؤشرين وجود ضغوط شرائية قوية على الذهب. والأهم من ذلك أن مؤشر قوة الاتجاه ADX يسجّل نحو 32 نقطة، ما يدل على أن زخم الاتجاه الصاعد قوي.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
