تراجع مؤشر التقلب والخوف VIX إلى مستوى 13.38 نقطة يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ 13 ديسمبر 2024، ما يشير إلى حالة من الارتياح وإقبال المستثمرين على الأسهم الأميركية.
ونشهد في هذه المرحلة زخمًا إيجابيًا في مؤشرات الأسهم الأميركية، مدعومًا بأسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث سجّل المؤشر المكوّن من “السبع العظماء” (MAGS) ارتفاعًا بنحو 25% منذ بداية العام. كذلك، حقّق مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (SOX) مكاسب بلغت نحو 45% منذ مطلع العام، ما يعكس استمرار الطلب القوي على المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب التدفّقات الاستثمارية الكبيرة نحو البنية التحتية لهذا القطاع.
لكن اللافت هو تفوّق مؤشر Russell 2000، الذي يضم الأسهم الصغيرة والمتوسطة، في أدائه واقترابه من مستوياته القياسية مقارنةً بالمؤشرات الأخرى. كما تفوّق مؤشر Russell 2000 على سائر المؤشرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر حتى اليوم، ما يشير إلى وجود عملية تدوير في المحافظ الاستثمارية من قبل المستثمرين، وذلك في ظل بيئة خفض أسعار الفائدة الأميركية.
ورغم ارتفاع التقييمات، تشير التوقعات إلى استمرار الزخم الإيجابي في الأسهم الأميركية خلال المرحلة المقبلة، مدعومًا بعدة عوامل، أبرزها النتائج المالية لمعظم الشركات الأميركية التي جاءت أفضل من توقعات المحللين خلال الربع الثالث من هذا العام، مع ترقّب الأسواق لنتائج الربع الرابع.
كما تدعم هذا الزخم بيئة خفض أسعار الفائدة الأميركية، رغم أن توقعات الدوت بلوت تشير إلى خفض واحد فقط خلال العام المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، في حين تسعّر الأسواق خفضين. ومع ذلك، من الممكن أن تكون وتيرة الخفض أسرع، إذ قد نشهد ثلاثة إلى أربعة تخفيضات خلال العام المقبل، خاصة مع تعيين الرئيس ترامب حاكمًا جديدًا للاحتياطي الفيدرالي، بغضّ النظر عن الاسم، حيث يُتوقع أن يتبنى توجهًا أكثر تيسيرًا اعتبارًا من شهر مايو. وفي ظل وجود خمسة اجتماعات للفيدرالي خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر، فإن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع قد يؤدي إلى وصول سعر الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 2.25% و2.50%. وهذا يعني الدخول في بيئة فائدة حقيقية سالبة في ظل تضخم راسخ، قد يتعرض بدوره لضغوط صعودية إضافية نتيجة الرسوم الجمركية، ما من شأنه دعم الأسهم الأميركية، ولا سيما أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة وأسهم القيمة.
كما يشهد القطاع المصرفي أداءً إيجابيًا، إذ سجّل مؤشر KBW للبنوك الأميركية مستوى قياسيًا جديدًا يوم الأربعاء، محققًا مكاسب تقارب 32% منذ بداية العام. أما القطاع الصناعي، فقد ارتفع صندوق XLI الذي يتتبع الأسهم الصناعية بأكثر من 20% منذ بداية العام، في حين سجّل قطاع الرعاية الصحية بدوره أداءً قويًا، مع صعود صندوق XLV الذي يتتبع أسهم الرعاية الصحية بنسبة تتجاوز 13% منذ بداية العام.
ومن الناحية الفنية، تشير المؤشرات إلى استمرار الاتجاه الصعودي لمؤشر S&P 500، إذ سجّل يوم الأربعاء مستوى قياسيًا جديدًا عند 6,937 نقطة، مرتفعًا بنحو 18% منذ بداية العام حتى اليوم. إضافةً إلى ذلك، لا يزال هناك انتظام في المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم، حيث يتجاوز متوسط الـ20 يومًا متوسط الـ50 يومًا، والذي بدوره يتجاوز متوسط الـ200 يوم، ما يعكس ترتيبًا فنيًا إيجابيًا. ويسجّل مؤشر القوة النسبية RSI مستوى 61 نقطة، ما يدل على زخم إيجابي للمؤشر. كما يظهر تقاطع صعودي بين خط الماكد MACD وخط الإشارة Signal Line، وهو ما يؤكد استمرار الزخم الإيجابي.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
