سجل سعر اليورو مقابل الدولار الأميركي 1.0496 الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ 6 أكتوبر 2024. ويتداول حاليًا قرب مستويات 1.0500. وقد تراجع بنحو 6% منذ القمة 1.1214 التي سجلها في 25 سبتمبر 2024 وصولًا إلى قاع 14 نوفمبر عند 1.0497. كما أنه متراجع بنحو 5% منذ مطلع العام حتى اليوم. ويبدو أن الزخم السلبي لزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي هو السائد في المرحلة المقبلة، وذلك لعدة عوامل أساسية وفنية.
العوامل الأساسية:
- استمرار ضعف البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو، وخاصة في ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر دولتين اقتصاديتين في المنطقة. ولا يزال مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو في حالة انكماش منذ يوليو 2022، مما يشير إلى استمرار ضعف القطاع التصنيعي، خاصة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، باستثناء إسبانيا التي تسجل نموًا في هذا القطاع.
- عدم اليقين السياسي وتصاعد اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى استمرار الأزمة السياسية في ألمانيا وفرنسا.
- تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا ومخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة.
- وصول دونالد ترامب إلى سدة رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأميركية وتعهده خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية المصدرة إلى أميركا مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأوروبي.
بالمقابل، نشهد بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة الأميركية، وتفوق معظم المؤشرات الاقتصادية على توقعات المحللين. بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية والمالية التوسعية المرتقبة لدونالد ترامب مما قد يغذي التضخم وبالتالي قد يضطر الفيدرالي إلى تثبيت أسعار الفائدة لفترة طويلة أو حتى رفعها، مما قد يعطي زخمًا إيجابيًا للدولار الأميركي مقابل معظم العملات الأجنبية. والجدير بالذكر أن هناك عاملًا مهمًا يعطي زخمًا صعوديًا للدولار الأميركي مقابل معظم العملات الأجنبية، وهو التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط حاليًا، كونه يُعتبر ملاذًا آمنًا.
ويضغط استمرار الفارق بين عوائد السندات الحكومية الألمانية والأميركية على اليورو مقابل الدولار. فعلى سبيل المثال، يسجل عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل عشرة أعوام حوالي 2.344%. أما عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، فيسجل حوالي 4.402%، مما يعني أن الفجوة بينهما تساوي حوالي 2.058%، الأمر الذي يشجع على تجارة الفائدة أو الـ Carry Trade.
العوامل الفنية:
- تقارب بين متوسط المتحرك لـ 50 يومًا (باللون الأزرق) الذي يقف عند 1.0898، والمتوسط المتحرك لـ 200 يومًا (باللون الأصفر) الذي يقف عند 1.0862، وأي حدوث تقاطع هبوطي أو تقاطع موت بينهما مما يشير إلى الاتجاه الهبوطي لزوج اليورو مقابل الدولار.
- يسجل مؤشر التحرك الإيجابي (DMI+) حوالي 7 نقاط، مقابل مؤشر التحرك السلبي (DMI-) الذي يسجل حوالي 28 نقطة. نلاحظ أن الفجوة بين هذين المؤشرين كبيرة نسبيًا، مما يعني أن الضغوط البيعية على اليورو مقابل الدولار قوية. والأهم من ذلك، أن مؤشر قوة الاتجاه (ADX) يسجل حوالي 46 نقطة، مما يعني أن زخم هذا الاتجاه الهابط قوي.
- يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا حوالي 32 نقطة، ما يشير إلى استمرار الزخم السلبي لزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي.
نقاط الدعم والمقاومة:
- إذا تم كسر نقطة الارتكاز 1.0542 للزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي، فهناك احتمال أن يستهدف مستويات الدعم 1.0520، 1.0485 و1.0460.
- في حال تجاوز نقطة الارتكاز، فمن المحتمل أن يستهدف مستويات المقاومة 1.0570، 1.0600 و1.0625.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.