أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية: S&P 500 (-0.087%) وناسداك 100 (-0.47%) بالأمس على تراجع لليوم الثالث على التوالي. أما مؤشر الداو فقد أنهى سلسلة خسائر دامت 10 جلسات على التوالي ليحقق مكاسب طفيفة بنسبة 0.036%. ورغم ذلك، لا تزال هذه المؤشرات مرتفعة منذ بداية العام حتى اليوم S&P 500 (24%) وناسداك 100 (27%) والداو (12%)
وتشهد أسواق الأسهم الأميركية تقلبات حادة، حيث ارتفع مؤشر الخوف والتقلب VIX مسجلاً 28.32 نقطة منذ يومين، وهو أعلى مستوى له منذ 8 أغسطس 2024، لينخفض بعدها ويحوم حالياً قرب مستويات الـ24.
خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعه يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، متوافقاً مع توقعات الأسواق ليصل إلى مستويات 4.25 و4.50%. ويعد هذا الخفض الثالث والأخير لهذا العام، ليصل إجمالي الخفض إلى 100 نقطة أساس. ولكن المفاجأة كانت في تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، الحذرة والمتشددة، خاصة بما يتعلق بالتضخم، حيث أشار إلى أن الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2% قد يستغرق عامًا أو عامين. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر مخطط النقطي (Dot plot) الخاص بالفيدرالي، الذي أشار إلى خفض الفائدة مرتين في العام المقبل، بعد أن كانت توقعات الـ Dot plot في شهر سبتمبر تشير إلى أربعة تخفيضات، مما يعكس تراجعاً في وتيرة خفض أسعار الفائدة. هذا بدوره انعكس سلباً على الأسهم والسندات والذهب والنفط والعملات المشفرة. بالمقابل، كان الرابح الأول هو الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الأميركية بمختلف آجالها.
توقعات الأسهم الأميركية:
تشير التوقعات إلى استمرار الزخم الصعودي للأسهم الأميركية في المرحلة القادمة، خاصة أسهم القطاع التكنولوجي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، رغم تقييماتها المرتفعة. لقد رأينا كيف كان هناك زخم إيجابي لهذه الأسهم عندما كانت أسعار الفائدة مرتفعة، فكيف سيكون الوضع إذا انتقلنا إلى بيئة خفض الفائدة؟ وبالتالي من الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي ملاذًا آمنًا جديدًا، بالإضافة إلى الذهب والدولار والفرنك السويسري
هناك عدة عوامل قد تعطي زخمًا إيجابيًا للأسهم الأميركية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في المرحلة القادمة بشكل عام:
- استمرار الطلب على المنتجات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والرقائق في جميع أنحاء العالم، مما يعطي مزيدًا من الزخم الإيجابي على أسهم الـ Magnificent 7، بالإضافة إلى أسهم شركة Broadcom التي انضمت حديثًا إلى نادي التريليون دولار من حيث القيمة السوقية، بفضل تفوق نتائجها المالية على توقعات المحللين، مع توقعات بحدوث طفرة في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تصنعها.
- تعهد الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك، ماسايوشي سون، بالإعلان عن استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في أميركا على مدى السنوات الأربع المقبلة، وخلق 100 ألف وظيفة تركز على الذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة للقطاعات الأخرى، فالتوقعات تشير إلى زخم إيجابي للأسهم في القطاع الصناعي، خاصة مع تعهد ترامب بدعم الصناعة المحلية في أميركا، وتعهده بخفض الضرائب على إيرادات الشركات.
توقعات السندات الأميركية: تشهد أسواق السندات الأميركية تقلبات حادة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وضبابية السياسة النقدية والمالية في الولايات المتحدة. فقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث وصل عائد السندات لأجل عامين إلى 4.36%، وهو أعلى مستوى منذ 25 نوفمبر 2024. أما عائد السندات لأجل 10 أعوام فقد وصل إلى 4.59%، وهو أعلى مستوى منذ 30 مايو 2024.
ومن الجدير بالذكر أنه تم الانتهاء من الانعكاس في منحنى العائد بين السندات لأجل عامين وتلك لأجل عشرة أعوام، ليعود إلى الشكل الطبيعي، والفارق إيجابي بمقدار 25 نقطة حاليًا، بعد أن وصلت الفجوة بينهما إلى سالب أكثر من 100 نقطة العام الماضي، مما يعكس تفاؤلاً نحو أداء الاقتصاد واستعداد الأسواق لمعدلات نمو اقتصادي مرتفعة في الفترة القادمة.
وتعود ارتفاعات عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى عدة عوامل، أبرزها:
- توقعات بإبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة العام المقبل، والإبقاء على معدلات فائدة مرتفعة لفترة أطول.
- تفوق بيانات التضخم وسوق العمل الأميركي والناتج الإجمالي المحلي على توقعات المحللين، ما يشير إلى قوة ومرونة الاقتصاد الأميركي.
ويترقب المحللون عن كثب اليوم، عند الساعة 17:30 بتوقيت الإمارات، صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة الأميركية، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي. وتشير التوقعات إلى أن يسجل 2.9% في شهر نوفمبر، وهي نسبة أعلى من قراءة أكتوبر التي كانت عند 2.8%. وبالتالي، يجب توخي الحذر، فأي قراءة تفوق التوقعات لهذا المؤشر تشير إلى احتمال كبير بأن تنعكس إيجابًا على الدولار الأميركي مقابل جميع العملات الأجنبية، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة بمختلف آجالها.
أما من الناحية الفنية، فيتداول مؤشر S&P 500 دون متوسط المتحرك لـ 20 يومًا باللون الرمادي عند 6,022 نقطة، ودون أيضًا متوسط المتحرك لـ 50 يومًا باللون الأزرق عند 5,924 نقطة. ويبقى حاجز متوسط الـ 200 يوم عند 5,523 نقطة مستوى دعم استراتيجي. وأي اختراق هبوطي لهذا الدعم قد يؤدي إلى استمرار الاتجاه الهابط للمؤشر S&P 500.
أما مؤشر القوة النسبية RSI فيسجل حاليًا 37 نقطة، ما يشير إلى الزخم الهبوطي لمؤشر S&P 500.
أما مؤشر MACD، فيظهر تقاطع نزولي بين مؤشر MACD باللون الأزرق مع الـ SIGNAL LINE باللون البرتقالي، مما يعطي زخمًا سلبيًا لمؤشر S&P 500.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.