بعد أن وصل مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات، إلى أعلى مستوى له هذا العام في 13 يناير 2025 عند 110.17 نقطة، تراجع إلى 106.12 نقطة منذ يومين، وهو أدنى مستوى له منذ 10 ديسمبر 2024، مسجلًا انخفاضًا بنحو 4%. حاليًا، يتداول المؤشر حول مستويات 106.50 نقطة، كما انخفض بنحو 2% منذ بداية العام حتى اليوم.
ويعود تراجع مؤشر الدولار إلى عدة عوامل، أبرزها:
• انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية بمختلف آجالها، حيث سجل عائد السندات لأجل عامين، وهو الأكثر حساسية للسياسة النقدية للفيدرالي الأميركي، 4.076% بالأمس، وهو أدنى مستوى له منذ 6 ديسمبر 2024. كما سجل عائد السندات لأجل عشرة أعوام، وهو الأكثر تأثرًا بالسياسة المالية للخزانة الأميركية، 4.285%، وهو أدنى مستوى له منذ 12 ديسمبر 2024.
• ضعف المؤشرات الاقتصادية الأميركية في الآونة الأخيرة، مثل انخفاض مؤشر مبيعات المنازل القائمة، وتراجع مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك، بالإضافة إلى انخفاض ثقة المستهلك، كما سجل مؤشر مديري المشتريات الخدمي انكماشًا عند 49.7 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2023.
ولكن يبقى السؤال: هل سيشهد الدولار الأميركي ارتدادًا قريبًا، خاصة مع تهديدات إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من الخارج، لا سيما من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والصين؟ هذا قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم الأميركي، مما قد يدفع الفيدرالي الأميركي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول أو حتى رفعها، وهو ما قد يمنح الدولار زخمًا إيجابيًا.
من الناحية الفنية، فقد تم كسر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا، الذي يقف عند 108.02 نقطة، بالإضافة إلى كسر مستوى الدعم عند المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، الذي يقف عند 106.60 نقطة، مما يشير إلى بداية ضعيفة لمؤشر الدولار الأميركي في عام 2025. كما حدث تقاطع هبوطي بين المتوسط المتحرك لـ 20 يومًا، الذي يقف عند 107.40 نقطة، والمتوسط المتحرك لـ 50 يومًا، ما يعطي إشارة سلبية للعملة الخضراء. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيسجل حاليًا 39 نقطة، مما يشير إلى الزخم السلبي لمؤشر الدولار. كذلك، يُظهر مؤشر MACD أن الخط الأزرق يقع أدنى من خط الإشارة (Signal Line) باللون البرتقالي، مما يعزز النظرة السلبية للمؤشر.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.