يستمر زوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني في اتجاهه الصعودي، مسجلاً 155.04 بالأمس، وهو أعلى مستوى له منذ 4 فبراير 2025. وقد ارتفع الزوج بنسبة 6% منذ القاع الذي سُجّل في 17 سبتمبر 2025 عند 145.48، وصولًا إلى القمة المحققة يوم أمس عند 155.04. ومع ذلك، لا يزال الزوج متراجعًا بنحو 2% منذ بداية العام حتى تاريخه. ويتداول حاليًا قرب مستوى 1.5500. وتشير التوقعات باستمرار الإتجاه الصعودي لهذا الزوج في المرحلة القادمة.
أما بالنسبة للعوامل التي تضغط على الين الياباني، فهي:
- استمرار الفارق بين عوائد السندات الحكومية اليابانية والأميركية: على سبيل المثال، يسجل عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 أعوام حوالي 1.693%، بينما يسجل عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام حوالي 4.077%. ما يعني أن الفجوة بينهما تبلغ تقريباً 2.384%، الأمر الذي يشجع على تجارة الفائدة (Carry trade)
- الضبابية السياسية في اليابان: ساناي تاكايشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي ورئيسة وزراء اليابان، المعروفة بدعمها للسياسات النقدية والمالية التيسيرية التي تشجع على الإنفاق الحكومي المرتفع والاقتراض السهل لإنعاش الاقتصاد الراكد، مما يزيد من تعقيد مهمة البنك المركزي الياباني في السيطرة على التضخم دون رفع أسعار الفائدة.
- السياسة النقدية الأميركية: رغم تسعير الأسواق خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في إجتماع الفيدرالي في 10 ديسمبر بنسبة 50%، لكن لا تزال تسود حالة من الضبابية في ما يتعلق بمسار السياسة النقدية للفيدرالي في المرحلة القادمة وسط انقسام حاد بين أعضاء الفيدرالي حيث على سبيل المثال تشدد ماري دالي على مخاطر التضخمية ويجب استمرار مراقبته، في المقابل ستيفن ميران فيدعو إلى خفض أسعار الفائدة بقدار 50 نقطة أساس في إجتماغ الفيدرالي المقبل. إضافة إلى اللهجة الحذرة للرئيس الفيدرالي جيروم باول الذي استبعد حتمية خفض الفائدة في إجتماع المقبل. وتترقب الأسواق عن كثب صدور تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي عن شهرين سبتمبر وأكتوبر في وقت لاحق بعد أن تم إنهاء إغلاق الحكومي في أميركا حيث لم تنشر البيانات الإقتصادية خاصةً سوق العمل أثناء الإغلاق، حيث أن هذا التقرير سوف يؤثر بشكل مباشر على مسار السياسة النقدية للفيدرالي وبالتالي يتعكس على الأسواق العالمية.
من الناحية الفنية، يبدو أن المسار الصاعد للدولار مقابل الين هو السائد في المرحلة المقبلة. التحدي الأكبر سيكون في الوصول إلى مستوى المقاومة 158.87 وهو المستوى الذي سجل في 10 يناير 2025، ومن ثم الوصول إلى مستوى النفسي 160.00.
بالإضافة إلى ذلك، نشهد تقاطع صعودي أو ذهبي بين متوسط المتحرك ل 20 يومًا، ومتوسط المتحرك ل 50 يومًا. والأهم من ذلك، أن هناك انتظامًا فنيًا إيجابيًا في المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم، حيث يتجاوز متوسط الـ20 يومًا متوسط الـ50 يومًا، والذي بدوره يتجاوز متوسط الـ200 يوم، مما يعكس اتجاهًا فنيًا صاعدًا للزوج على المدى المتوسط.
وإذا تم كسر نقطة الارتكاز 154.63 للين مقابل الدولار، فقد يستهدف الزوج مستويات الدعم 154.20 و153.62 و153.19. وفي حال تجاوز نقطة الارتكاز، فمن المحتمل أن يستهدف مستويات المقاومة 155.21 و155.64 و156.22. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حالياً 66 نقطة، ما يشير إلى الزخم الصعودي لزوج الدولار مقابل الين.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
