شهد الأسبوع الماضي سلسلة من البيانات والقرارات الاقتصادية المهمة عالميًا؛ ففي الولايات المتحدة، خفّض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.50%–3.75% مع الإشارة في الدوت بلوت إلى خفض واحد فقط العام المقبل، وسط انقسام في التصويت وبدء برنامج لشراء سندات الخزينة بقيمة 40 مليار دولار. وأشار جيروم باول إلى تباطؤ سوق العمل مع استمرار مخاطر التضخم، فيما جاءت البيانات الاقتصادية متباينة مع ارتفاع فرص العمل إلى 7.658 مليون، وتراجع مخزونات النفط، وارتفاع مطالبات البطالة إلى 236 ألف، وتراجع عجز الميزان التجاري إلى أدنى مستوى في 5 سنوات عند 52.80 مليار دولار. وفي بريطانيا، انكمش الناتج المحلي الإجمالي الشهري بنسبة 0.1%. أما في سويسرا وكندا وأستراليا، فقد تم تثبيت أسعار الفائدة كما كان متوقعًا، مع تسجيل سوق العمل الأسترالي فقدان 21.3 ألف وظيفة وارتفاع البطالة إلى 4.3%. وفي اليابان، انكمش الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث بنسبة 2.3% للمرة الأولى منذ ستة فصول. وفي الصين، جاءت البيانات الاقتصادية مختلطة مع تباطؤ نمو الواردات إلى 1.9%، وارتفاع الصادرات بنسبة 5.9%، إضافة إلى ارتفاع التضخم إلى 0.7% وتراجع أسعار المنتجين بنسبة 0.1%..
تحليل السوق
زوج الدولار الأسترالي / الدولار الأميركي
قرر البنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء تثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 3.60% كما كان متوقعًا، مع ترجيحات بالإبقاء على هذا المستوى خلال العام المقبل. وتُظهر البيانات الاقتصادية الأسترالية الأخيرة مرونة في الأداء.
وقد سجّل زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي مستوى 0.6686 يوم الأربعاء في 10 ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ 17 سبتمبر 2025. وارتفع الزوج بنحو 4% منذ قاع 21 نوفمبر 2025 حين سجّل 0.6421 وصولًا إلى قمة يوم الأربعاء، كما ارتفع بنحو 8% منذ مطلع العام حتى اليوم.
وعلى صعيد المؤشرات الفنية، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 65 نقطة، ما يشير إلى زخم إيجابي. أما مؤشر MACD فيُظهر تقاطعًا صعوديًا بين خط MACD (باللون الأزرق) وخط الإشارة (باللون البرتقالي)، مما يعزز النظرة الإيجابية للزوج.
Nike
تراجع سهم Nike بنحو 11% منذ بداية العام حتى اليوم. وتترقب الأسواق صدور النتائج المالية للشركة للربع الثالث يوم الخميس في 18 ديسمبر 2025، حيث تتوقع أن يسجل ربحية قدرها 0.50 دولار للسهم، مقارنةً بـ0.78 دولار في القراءة السابقة.
أما الإيرادات فيُتوقع أن تبلغ 11.98 مليار دولار، بعد أن سجّلت 12.40 مليار دولار سابقًا.
فنيًا، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) نحو 59 نقطة، ما يشير إلى زخم إيجابي للسهم. كما يظهر مؤشر MACD تقاطعًا صعوديًا بين خط MACD الأزرق وخط الإشارة البرتقالي، مما يعزز الزخم الإيجابي.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 2.43% خلال الأسبوع الماضي مسجلةً مستوى 4,354 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر 2025، وبزيادة تُقدّر بنحو 64% منذ بداية العام حتى اليوم.
ولا تزال المؤشرات الأساسية والفنية تدعم استمرار صعود الذهب، إذ إن العوامل التي دعمته سابقًا ما تزال قائمة، أبرزها:
- بيئة خفض أسعار الفائدة الأميركية،
- استمرار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا رغم المفاوضات، وزيادة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا،
- استمرار مشتريات البنوك المركزية،
- وبقاء التضخم قرب 3%، أعلى من المستهدف عند 2%.
فنيًا، يستمر انتظام المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم، حيث يتجاوز متوسط 20 يومًا متوسط 50 يومًا، والذي بدوره يتجاوز متوسط 200 يوم، مما يعكس اتجاهًا صاعدًا متوسطًا وطويل الأجل.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيسجل 69 نقطة، مما يعكس استمرار الزخم الإيجابي.
مؤشر الداو جونز
سجّل مؤشر الداو جونز مستوى قياسيًا جديدًا يوم الجمعة، وارتفع بنحو 1.15% خلال الأسبوع الماضي متفوقًا على مؤشري S&P 500 وNasdaq 100، بينما جاء أدنى من أداء مؤشر Russell 2000 الذي ارتفع بنحو 1.20% وسجّل أيضًا رقمًا قياسيًا. وارتفع الداو بنحو 14% منذ بداية العام حتى اليوم.
وتعود أسباب صعود المؤشر إلى عمليات تدوير داخل المحافظ الاستثمارية، حيث يتجه المستثمرون حاليًا نحو أسهم القيمة ويبتعدون عن أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب مخاوف من ارتفاع الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي فوق التوقعات لدى بعض شركات التكنولوجيا، مثل Oracle التي هبط سهمها بنحو 13% الأسبوع الماضي بعد أن جاءت إيراداتها دون التوقعات.
كما ساهم قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس — كما كان متوقعًا — في دعم المؤشر.
فنيًا، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) مستوى 62 نقطة، ما يشير إلى زخم إيجابي. ويظهر مؤشر MACD تقاطعًا صعوديًا بين خط MACD الأزرق وخط الإشارة البرتقالي، داعمًا النظرة الإيجابية للمؤشر.
أهم أحداث هذا الأسبوع
تترقب الأسواق خلال هذا الأسبوع عددًا من المؤشرات والبيانات الاقتصادية المهمة:
- يوم الإثنين: تصدر في الصين بيانات أسعار المنازل، والاستثمار في الأصول الثابتة، ومبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي، ومعدل البطالة. كما تصدر في سويسرا بيانات مؤشر أسعار المنتجين، وفي منطقة اليورو بيانات الإنتاج الصناعي. وفي الولايات المتحدة يُصدر مؤشر إمباير ستيت للصناعة في نيويورك، إضافة إلى مؤشر أسعار المستهلكين في كندا.
- يوم الثلاثاء: تترقب الأسواق صدور مؤشري مديري المشتريات الصناعي والخدمي في كل من أستراليا واليابان ومنطقة اليورو وبريطانيا والولايات المتحدة. كما تصدر في الولايات المتحدة بيانات مبيعات التجزئة، وتقرير التوظيف غير الزراعي، ومعدل البطالة، ومتوسط الأجور في الساعة.
- يوم الأربعاء: تصدر في اليابان بيانات الصادرات والواردات، وفي بريطانيا ومنطقة اليورو بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، إضافة إلى مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة.
- يوم الخميس: يصدر قرار الفائدة عن بنك إنجلترا المركزي وسط توقعات بخفضها بمقدار 25 نقطة أساس من 4.00% إلى 3.75%. كما يصدر قرار الفائدة عن البنك المركزي الأوروبي مع توقعات بتثبيتها عند 2.00%. وفي الولايات المتحدة تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، ومعدل الشكاوى من البطالة، ومؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية.
- يوم الجمعة: يترقب المستثمرون قرار الفائدة الصادر عن البنك المركزي الياباني مع توقعات برفعها بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75%. كما تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في اليابان، ومبيعات التجزئة في بريطانيا. وفي الولايات المتحدة تصدر بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) — وهو المؤشر المفضل لدى الفيدرالي — إضافة إلى بيانات مبيعات المنازل القائمة ومؤشر ميشيغان لثقة المستهلك. كما تصدر بيانات مبيعات التجزئة في كندا.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.



