تراجعت أسعار الذهب اليوم بشكل ملحوظ إلى مستوى 4,004 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها منذ 10 أكتوبر 2025، وذلك بعد أن سجلت مستوى قياسيًا عند 4,382 دولارًا يوم الإثنين، أي بتراجع بنحو9% من القمة إلى القاع. ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع الكبير إلى عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين، وبالتالي من الطبيعي جدًا أن يكون هناك تصحيح، خاصةً بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدها الذهب، حيث تجاوزت نسبة الارتفاع 60% منذ مطلع العام وحتى اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، وصلت الأسعار إلى منطقة التشبع الشرائي وبقيت عند هذه المنطقة لفترة طويلة، منذ بداية سبتمبر، ومن الطبيعي أن يكسر مؤشر القوة النسبية حاجز الـ70 نقطة، وهذا ما حدث يوم أمس، إذ تراجع إلى مستوى 60 نقطة. ورغم هذا التراجع، فإنه لا يزال ضمن المنطقة الإيجابية، أي فوق مستوى 50 نقطة. ولذلك، من الضروري جدًا مراقبة هذا المؤشر، ففي حال انخفاضه دون مستوى 50، ستكون تلك إشارة سلبية للذهب، مما قد يدفع الأسعار إلى الهبوط نحو مستوى الدعم النفسي، والذي يُعد أيضًا المتوسط المتحرك لـ20 يومًا، عند 4,000 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عاملان أدّيا إلى هبوط الذهب:
- انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بعد أن اتفق الرئيسان الأميركي والصيني على اللقاء في قمة كوريا الجنوبية الأسبوع القادم، حيث أشار ترامب إلى أن واشنطن تسعى إلى اتفاق تجاري “عادل وعظيم”.
- ترجيح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض انتهاء الإغلاق الحكومي في أميركا هذا الأسبوع.
ورغم هذين العاملين السلبيين على الذهب، فإن هناك عدة عوامل لا تزال تدعم الزخم الإيجابي على أسعار الذهب في المرحلة المقبلة، من أبرزها:
- عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، التي تشكّل حوالي 20% من إجمالي الطلب العالمي على الذهب، حيث تواصل البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، زيادة احتياطياتها من الذهب، مما يعزز الطلب ويدعم الأسعار.
- توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بشكل شبه محسوم في اجتماع الفيدرالي الأميركي الذي سيُعقد الأسبوع القادم، وتحديدًا يوم الأربعاء 29 أكتوبر، بالإضافة إلى التوقعات بخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، مما يدعم الذهب كأصل لا يدر أي عائد.
- استمرار التوترات الجيوسياسية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، التي لا تزال بعيدة عن أي حل نهائي.
- استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لليوم الحادي والعشرين، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد بين الجمهوريين والديمقراطيين، وكلما طال أمد الإغلاق، كلما دعم الذهب كملاذ آمن.
- الضغوط السياسية المستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الفيدرالي.
- المخاطر التضخمية في أميركا، حيث لا يزال معدل التضخم عند مستوى يقارب 3%، وهو أعلى من المستهدف البالغ 2%، وبالتالي يُستخدم الذهب كأداة تحوط ضد التضخم.
- استمرار التوترات التجارية بين إدارة ترامب ودول أخرى، حيث لا تزال الرسوم الجمركية تشكّل عنوانًا رئيسيًا في سياساته.
اللافت في الأمر هو الزخم الإيجابي لأسهم شركات تعدين الذهب، التي تفوقت على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل أسهم “باريك” (مرتفعة بنحو 105%)، و”نيومونت” (مرتفعة بنحو 132%)، و”أغنيكو إيفل” (مرتفعة بنحو 109%).
أما من الناحية الفنية:
- لا يزال هناك انتظام في المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم، واتجاهها صعودي، حيث يتجاوز متوسط الـ20 يومًا متوسط الـ50 يومًا، ويتجاوز متوسط الـ50 يومًا متوسط الـ200 يوم.
- مؤشر القوة النسبية (RSI)، رغم تراجعه بشكل ملحوظ، لا يزال يسجل مستوى 60 نقطة، ما يشير إلى الزخم الإيجابي على المعدن الأصفر.
- مؤشر MACD لا يزال يُظهر الخط الأزرق فوق خط الإشارة (البرتقالي)، مما يدل على استمرار الزخم الإيجابي للذهب.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
