تتعرض أسعار النفط الخام لتقلبات مرتفعة في هذه المرحلة، إذ ارتفعت بنحو 6% منذ القاع الذي سجلته الأسبوع الماضي عند مستوى 58.72 دولارًا، وصولًا إلى القمة التي بلغتها يوم الإثنين الماضي عند 62.17 دولارًا، قبل أن تتداول حاليًا حول مستوى 62 دولارًا. ومع ذلك، لا تزال الأسعار متراجعة بنحو 17% منذ مطلع العام وحتى اليوم.
صحيح أننا شهدنا ارتفاعًا في أسعار النفط خلال الفترة الحالية، وذلك نتيجة التصعيد والضغوط الأميركية على النفط الفنزويلي، حيث جرى احتجاز ثلاث ناقلات نفط خلال أقل من أسبوعين، إضافةً إلى استمرار الضربات الأوكرانية على مصافي النفط في روسيا. إلا أن هناك عوامل ضاغطة لا تزال تؤثر سلبًا في أسعار النفط الخام، من أبرزها:
- وفرة المعروض النفطي من خارج دول منظمة أوبك+، ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل وغويانا.
• إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في ظل المفاوضات والاجتماعات الجارية بين الولايات المتحدة والأوروبيين والأوكرانيين والروس.
• ضعف البيانات الاقتصادية لدى كبار مستوردي النفط في العالم، ولا سيما الصين، ما يضغط على الطلب العالمي على الخام.
• ارتفاع شحنات النفط الإيرانية والروسية والفنزويلية المتراكمة في عرض البحر.
في المقابل، تتمثل العوامل الإيجابية التي قد تدعم أسعار النفط في الآتي:
- ضعف مؤشر الدولار الأميركي، الذي سجّل مستوى 97.80 نقطة اليوم، وهو أدنى مستوى له منذ 3 أكتوبر 2025، ما يمنح أسعار النفط زخمًا إيجابيًا في ظل العلاقة العكسية بين الطرفين، إلى جانب توقعات بمزيد من التراجع للدولار خلال المرحلة المقبلة.
• توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأميركية مرتين خلال العام المقبل، الأمر الذي قد يعزز الطلب على النفط.
ومن الناحية الفنية، يتداول سعر النفط الخام حاليًا دون مستوى الدعم الأساسي المتمثل بالمتوسط المتحرك لـ50 يومًا، والذي يقف عند 62.83 دولارً. ويتمثل التحدي المقبل في احتمال تراجع الأسعار نحو مستوى الدعم عند 58.72 دولارًا، ومن ثم كسره والاتجاه نحو مستوى 56 دولارًا، وهو المستوى المسجل في 2 فبراير 2021.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI)، فيسجل حاليًا مستوى 49 نقطة، ما يشير إلى استمرار الزخم السلبي لأسعار النفط.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
