بعد أن سجّلت أسعار الفضة مستوى قياسيًا عند 54.50 دولارًا للأونصة يوم الجمعة في 17 أكتوبر، تراجعت الأسعار بشكل ملحوظ إلى مستوى 45.56 دولارًا يوم أمس، أي بانخفاضٍ يقارب 16% من القمة إلى القاع. ويُعزى هذا التراجع الكبير بشكلٍ رئيسي إلى عمليات جني الأرباح من قِبل المستثمرين، وهو أمر طبيعي جدًا بعد الارتفاعات القوية التي شهدتها الفضة، إذ تجاوزت نسبة الصعود 85% منذ مطلع العام وحتى اليوم. وتتداول أسعار الفضة حاليًا قرب مستويات 48 دولارًا. كما ساهم تراجع أسعار الذهب في انخفاض أسعار الفضة، نظرًا إلى الارتباط الإيجابي بين المعدنين.
ورغم هذا التراجع، تشير التوقعات إلى أن الفضة ستعود للارتفاع في المرحلة المقبلة، خاصةً أنها تُستخدم في مجالات صناعية متعددة. فقد شهدنا، على سبيل المثال، تفوق مؤشر مديري المشتريات الصناعي في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا على التوقعات خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع أرباح الشركات الصناعية في الصين بأكبر وتيرة منذ عام 2023، ما يُشير إلى انتعاش النشاط الصناعي العالمي، وهو ما من شأنه دعم الطلب على الفضة مستقبلًا. بالإضافة إلى ذلك، تشير توقعات الأسواق إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بشكل شبه محسوم في اجتماع الفيدرالي الأميركي الذي سيُعقد اليوم، مع توقع خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، مما يدعم الفضة كأصل لا يدر أي عائد.
أما فنيًا، فقد اخترقت أسعار الفضة نزولًا أول دعم أساسي عند 49.57 دولارًا، الذي يمثل المتوسط المتحرك لـ20 يومًا، ولكن حتى الآن لم تتمكن من الوصول إلى الدعم الثاني عند 45.01 دولارًا، وهو المتوسط المتحرك لـ50 يومًا.
وبالنسبة لمؤشر الماكد (MACD) باللون الأزرق، فهو أدنى من خط الإشارة (Signal Line) باللون البرتقالي، ما يشير إلى الزخم السلبي للفضة. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 49 نقطة، مما يعكس استمرار الزخم السلبي للمعدن.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
