تراجع الفضة من القمم التاريخية بسبب عمليات جني الأرباح رغم بقاء العوامل الأساسية داعمة لها
تراجعت أسعار الفضة يوم أمس بشكل ملحوظ إلى مستوى 70.54 دولارًا، وذلك بعد أن سجّلت مستوى قياسيًا عند 84 دولارًا، أي بتراجع بنحو 16% من القمة إلى القاع. ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع الكبير إلى عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين، وبالتالي من الطبيعي جدًا أن نشهد تصحيحًا، خاصةً بعد الارتفاعات الكبيرة التي حققتها الفضة، حيث تجاوزت نسبة الارتفاع 190% منذ مطلع العام وحتى اليوم. وتتداول أسعار الفضة حاليًا فوق مستوى 73 دولارًا.
إضافةً إلى ذلك، وصلت الأسعار إلى منطقة التشبّع الشرائي وبقيت ضمن هذه المنطقة لفترة شهر، ومن الطبيعي أن يكسر مؤشر القوة النسبية حاجز 70 نقطة، وهو ما حدث يوم أمس، إذ تراجع إلى مستوى 66 نقطة. ورغم هذا التراجع، لا يزال المؤشر ضمن المنطقة الإيجابية، أي فوق مستوى 50 نقطة. لذلك، من الضروري جدًا مراقبة هذا المؤشر، ففي حال انخفاضه دون مستوى 50 نقطة، ستكون تلك إشارة سلبية للفضة، ما قد يدفع الأسعار إلى الهبوط نحو مستوى الدعم الاستراتيجي، وهو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 65 دولارًا.
ورغم هذا التراجع المتوقع في أسعار الفضة، لا تزال المؤشرات الأساسية والفنية تدعمها في المرحلة المقبلة، إذ إن العوامل التي دعمت الفضة سابقًا ما زالت قائمة، وأبرزها:
أولًا: الارتباط الإيجابي بين الذهب والفضة، فعند صعود الذهب نشهد عادةً ارتفاع الفضة بوتيرة أكبر، وينطبق الأمر نفسه في حالات الهبوط.
ثانيًا: الطلب الصناعي القوي على الفضة، نظرًا لاستخدامها في العديد من الصناعات، مثل اللوازم الطبية، والأجهزة الإلكترونية، والسيارات الكهربائية، والألواح الشمسية. كما يعزّز عصر الذكاء الاصطناعي هذا الطلب، في ظل اعتماد بنيته التحتية على مكوّنات إلكترونية تدخل الفضة في صناعتها.
ثالثًا: العجز المستمر في المعروض، إذ يتجاوز الطلب على الفضة حجم العرض السنوي، ما يعني أن الكميات المتاحة أقل من الحاجة، الأمر الذي يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
رابعًا: توقّعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام المقبل.
ومن الجدير بالذكر أن الصين تستعد لفرض قيود جديدة على صادرات الفضة ابتداءً من الأول من يناير 2026، ما يعطي زخمًا إيجابيًا إضافيًا للفضة. كما سمعنا أيضًا تحذيرًا من إيلون ماسك بشأن نقص المعروض العالمي من الفضة، خاصةً أن كل سيارة تسلا تستهلك ما بين 25 و30 غرامًا من الفضة في تصنيع البطاريات والدوائر الكهربائية.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه عند مقارنة أداء الذهب بالفضة في الوقت الحالي، نلاحظ أن هذه النسبة تراجعت بشكل ملحوظ لتصل إلى مستوى 54.34 يوم أمس، وهو أدنى مستوى لها منذ 8 مارس 2013. كما دخلت هذه النسبة منطقة الإفراط البيعي، ما قد يشير إلى احتمال حدوث تصحيح أو عمليات جني أرباح، أي تراجع أسعار الفضة إلى مستوى الدعم الاستراتيجي، وهو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 65 دولارًا، قبل استئناف الزخم الإيجابي لاحقًا.
ومن الناحية الفنية، تشير المؤشرات إلى إمكانية استمرار ارتفاع أسعار الفضة للأسباب التالية:
- اتجاه تصاعدي واضح في المتوسطات المتحركة لـ20 يومًا و50 يومًا و200 يوم، مع تقاطع المتوسط المتحرك لـ20 يومًا فوق متوسط 50 يومًا، وتقاطعهما فوق متوسط 200 يوم.
- مؤشر القوة النسبية يقف حاليًا عند 68 نقطة، ما يشير إلى وجود زخم صعودي قوي.
- يظهر مؤشر MACD تقاطعًا صعوديًا بين خط الماكد وخط الإشارة، ما يعزّز الزخم الإيجابي لأسعار الفضة.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
