ارتفعت أسعار الفضة بنحو 4% خلال هذا الأسبوع، لتتداول حاليًا قرب مستوى 52 دولارًا. ويعود السبب الرئيسي لهذا الانتعاش في المعدن الأبيض إلى زيادة رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي في 10 ديسمبر بنسبة 80%، بعد أن كانت أقل من 30% الأسبوع الماضي، ما منح الفضة زخمًا إيجابيًا. ومع ذلك، تبقى الضبابية حول مسار أسعار الفائدة الأميركية هي المخاطرة الأبرز التي تواجه الفضة، خصوصًا قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 10 ديسمبر، وسط انقسام واضح بين أعضاء الفيدرالي وتقلبات كبيرة في توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة. كما ارتفعت أسعار الفضة بنحو 80% منذ بداية العام حتى اليوم.
ورغم التذبذب الحالي، فإن التوقعات المتوسطة والطويلة الأجل لا تزال تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي، وذلك لعدة أسباب:
أولًا: الارتباط الإيجابي بين الذهب والفضة؛ فعند صعود الذهب نشهد عادة صعودًا للفضة بوتيرة أكبر، وينطبق الأمر نفسه في حالات الهبوط.
ثانيًا: الطلب الصناعي القوي على الفضة، نظرًا لاستخدامها في صناعات متعددة مثل اللوازم الطبية، والأجهزة الإلكترونية، والسيارات الكهربائية. ويعزز عصر الذكاء الاصطناعي هذا الطلب، نظرًا لاعتماد بنيته التحتية على مكوّنات إلكترونية تعتمد على الفضة.
ثالثًا: العجز المستمر في المعروض، حيث يتجاوز الطلب على الفضة العرض السنوي، ما يعني أن الكميات المتوفرة أقل من الحاجة، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
رابعًا: بيئة السياسة النقدية التيسيرية، أي توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي.
أما فنيًا، فلا يزال هناك انتظام في المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم مع اتجاه صعودي واضح للفضة. ويكمن التحدي القادم في الوصول إلى مستوى المقاومة العنيد عند 54.40 دولار، الذي حاولت الأسعار اختراقه مرتين هذا العام في أكتوبر ونوفمبر دون نجاح، فيما سيؤدي اختراقه لاحقًا إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 59 نقطة، مما يعكس استمرار الزخم الإيجابي للفضة.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
