تشهد أسواق الأسهم الأميركية تقلبات عالية منذ بداية هذا العام حتى اليوم، في ظل ضبابية السياسات النقدية والمالية والتجارية من قبل السلطات الأميركية. ولكن رغم ذلك، تشهد أسواق الأسهم الأميركية نوعًا من التفاؤل في الآونة الأخيرة، حيث تراجع مؤشر VIX مسجلًا 14.74 نقطة يوم الجمعة 14 فبراير، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع، مما يدل على الاستقرار وارتياح المستثمرين في أسواق الأسهم الأميركية.
أما بالنسبة لأداء مؤشرات الأسهم الأميركية منذ بداية العام وحتى اليوم، فقد سجلت المؤشرات ارتفاعات، حيث:
• مؤشر S&P 500 ارتفع بنحو 4%.
• مؤشر ناسداك 100 ارتفع بنحو 5%.
• مؤشر داو جونز ارتفع بنحو 5%.
• مؤشر راسل 2000 (للشركات الصغيرة والمتوسطة) ارتفع بنحو 2%.
ويبدو أن الزخم الإيجابي لهذه المؤشرات مستمر هذا العام، وهناك عدة عوامل داعمة للأسواق الأميركية:
- النتائج المالية الإيجابية لمعظم الشركات الأميركية حتى اليوم للربع الأخير من العام الماضي، فعلى سبيل المثال:
• في قطاع البنوك، حققت كبرى البنوك الأميركية إيرادات وأرباحًا تفوقت على توقعات المحللين.
• إعلان Citigroup عن إعادة شراء أسهم جديدة بقيمة 20 مليار دولار، ما يمثل 14% من القيمة السوقية للبنك، وهو ما عزز أداء مؤشر KBW لأسهم البنوك الأميركية، الذي ارتفع بنحو 9% منذ بداية العام، متفوقًا على S&P 500 وناسداك 100، مع توقعات باستمرار هذا الزخم. - استمرار الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي والرقائق:
• رغم المنافسة من الشركة الصينية DeepSeek، التي أثرت سلبًا على أسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، لا يزال هناك زخم إيجابي للأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، تراجع سهم إنفيديا بنحو 26% من القمة التي سجلها في 7 يناير عند 153 دولارًا إلى القاع في 3 فبراير عند 113 دولارًا، ثم شهدنا عمليات شراء التراجعات ليعود السهم إلى الارتفاع ويصل إلى 139 دولارًا يوم الجمعة، محققًا ارتفاعًا بنحو 23% منذ القاع، مما يشير إلى دخوله في مرحلة السوق الصاعدة.
• بالإضافة إلى ذلك، سجل سهم ميتا 740 دولارًا يوم الجمعة، وهو مستوى قياسي جديد، بدعم من النتائج المالية الإيجابية وإعلان الرئيس التنفيذي للشركة عن إنفاق رأسمالي يتراوح بين 60 و65 مليار دولار في 2025 لمشاريع الذكاء الاصطناعي، وهو رقم أعلى من التوقعات البالغة 52.4 مليار دولار، مما يعكس خططًا توسعية قوية.
• كما رأينا تعاونًا بين آبل وعلي بابا لدعم هواتف iPhone في الصين بمميزات الذكاء الاصطناعي، مما يدعم أسهم آبل. - التوجه لدعم الصناعة المحلية:
• تعهد ترامب بدعم القطاع الصناعي الأميركي من خلال خفض الضرائب على إيرادات الشركات، بالإضافة إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما قد يعزز توظيف المواطنين الأميركيين ويؤثر إيجابيًا على أسهم الشركات الصناعية.
ولكن رغم ذلك، تواجه الأسهم الأميركية بعض التحديات والمخاطر المحتملة، ومنها:
- توقعات الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، خاصة مع استمرار ضغوط التضخم، حيث رأينا:
• مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي والأساسي يسجلان 3.0% و3.3%، متجاوزين التوقعات.
• مؤشر أسعار المنتجين يسجل 3.5%، وهي مستويات بعيدة عن المعدل المستهدف 2% من قبل الفيدرالي.
• شهادة رئيس الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي أمام الكونغرس، حيث أكد أنه ليس مستعجلًا بخفض أسعار الفائدة وأنه سيحافظ على السياسة النقدية الحالية، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة في المستقبل المنظور.
• هذا قد يؤدي إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، مما يعزز من قوة الدولار الأميركي، وهو ما قد يُضعف الأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم، وخاصة أسهم الشركات الأميركية المصدرة إلى الخارج. - الضبابية بشأن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس ترامب فرضها على السلع المستوردة، من حيث النسب، والتوقيت، والدول المستهدفة.
والجدير بالذكر أن تقييمات هذه الشركات تعتبر مرتفعة، وبالتالي قد نشهد عمليات جني أرباح أو تصحيح في المرحلة القادمة، وهو أمر صحي. ولكن يبقى الزخم إيجابيًا بفضل استثمار هذه الشركات في الذكاء الاصطناعي.
وتترقب الأسواق عن كثب النتائج المالية والتوقعات المستقبلية لشركة إنفيديا في 26 فبراير، التي سيكون لها تأثير قوي على مؤشرات الأسهم الأميركية، وتحديدًا مؤشر ناسداك 100 وS&P 500.
التحليل الفني لمؤشر ناسداك 100
رغم التحديات، لا تزال المؤشرات الفنية تدعم مؤشر ناسداك 100، للأسباب التالية:
- انتظام المتوسطات المتحركة لـ20 و50 و200 يوم واتجاهها الصعودي، حيث يتجاوز متوسط الـ20 يوم متوسط الـ50 يوم، ويتجاوز متوسط الـ50 يوم متوسط الـ200 يوم.
- مؤشر MACD:
• يظهر تقاطع صعودي بين خط MACD (الأزرق) وخط الإشارة (البرتقالي)، مما يدعم الاتجاه الصاعد. - مؤشر القوة النسبية (RSI):
• يسجل حاليًا 62 نقطة، مما يشير إلى زخم إيجابي للمؤشر.
التحدي الأكبر لمؤشر ناسداك 100 هو تجاوز مستوى 22,133 نقطة، الذي سجله كأعلى مستوى في 16 ديسمبر 2024.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
