وصل سعر الذهب إلى مستوى 2,956 دولارًا الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، ليتراجع إلى مستوى 2,833 دولار يوم الجمعة في 28 فبراير 2025 أي تراجع بنسبة 4% تقريبًا. وممن المرجح أن يعود سبب هذا التراجع إلى نوع من التصحيح وعمليات الجني الأرباح من قبل المستثمرين وطبعًأ هذا الأمر بعتبر صحي خاصةً وأن أسعار الذهب قد اقتربت من الحاجز النفسي الذي يتتظره الجميع وهو مستوى ال3,000 دولار. أما اليوم فقد عاودت وارتفعت أسعار الذهب لتحوم حول مستوى 2,900 دولار. ويكمن التحدي الأكبر أن يخترق حاجز المقاومة 2,900 دولار.
وارتفعت أسعار الذهب بنحو 10% منذ بداية العام حتى اليوم، متفوقًا على أصول عالية المخاطر مثل البتكوين، ومؤشرات الأسهم الأميركية مثل S&P 500، وناسداك 100. يشير ذلك إلى تزايد المخاوف لدى المستثمرين، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى الملاذ الآمن التقليدي “الذهب”.
يبدو أن العوامل الأساسية قد تدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب في المرحلة المقبلة لعدة أسباب:
- التضخم الأميركي المرتفع: لا يزال التضخم في الولايات المتحدة راسخًا وعنيدا. وكما هو معروف، يُعتبر الذهب أداة تحوط ضد التضخم.
- التوترات التجارية: استمرار الحرب التجارية بين إدارة ترامب ودول أخرى يزيد من حالة عدم اليقين، ما يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة على سبيل المثال فرض ترامب رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% و10% إيضافية على الصين ويبدأ حيز التنفيذ اليوم بالإضافة إلى تهديده الإتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25%.
- عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية: تستمر البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، في زيادة احتياطياتها من الذهب، مما يعزز الطلب ويدعم ارتفاع الأسعار.
- توقعات الأسواق بتخفيض أسعار الفائدة الأميركية مرتين أو ثلاثة مرات هذا العام، مما سيعطي زخمًا إيجابيًا للمعدن الأصفر الذي لا يدر أي عائد على المستثمرين. فكلما هبطت معدلات الفائدة، زادت جاذبية الذهب
- ندرة الذهب: هناك 7.2 مليار أونصة من الذهب في العالم، بالإضافة إلى 2 مليار أونصة لا تزال في باطن الأرض.
ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 56 نقطة، مما يعكس الزخم الإيجابي للمعدن الأصفر، فيما يظهر مؤشر MACD تقاطعًا هبوطيًا بين خط MACD وخط الإشارة (Signal Line)، مما يدعم استمرار الاتجاه النزولي للذهب.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.