شهد الأسبوع الماضي صدور مجموعة من البيانات والقرارات الاقتصادية المهمة عالميًا، حيث قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الولايات المتحدة خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق بين 3.75% و4.00%، بينما أشار جيروم باول إلى أن خفض الفائدة في ديسمبر لم يعد حتميًا. وعلى صعيد البيانات، تراجعت مخزونات النفط الخام بأكثر من المتوقع، وارتفعت ثقة المستهلك بشكل طفيف، في حين انخفضت مبيعات المنازل المعلقة. وفي منطقة اليورو، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة عند 2.00%، بينما نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% على أساس ربع سنوي، وظل معدل التضخم العام مستقراً عند 2.1%. أما بنك كندا فقد خفض أسعار الفائدة إلى 2.25%.أما في كندا، فقد خفّض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 2.25%. وفي سويسرا، جاءت مبيعات التجزئة أفضل من المتوقع بنمو 1.5%، بينما في أستراليا ارتفع التضخم السنوي إلى 3.2%. وفي اليابان، ثبت بنك اليابان أسعار الفائدة عند 0.50% مع ارتفاع مؤشر طوكيو لأسعار المستهلكين إلى 2.8%. أما في الصين، فقد أظهرت البيانات تباطؤ النشاط الصناعي مع تراجع مؤشر مديري المشتريات إلى 49.0 نقطة، في حين ارتفعت الأرباح الصناعية منذ بداية العام بنسبة 3.2%.
تحليل السوق
زوج الدولار الأميركي / الين الياباني
ارتفع سعر زوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني يوم الخميس، مسجلاً مستوى 154.45، وهو الأعلى منذ 13 فبراير 2025، وأغلق الزوج عند مستوى 154.00 يوم الجمعة. وقد ارتفع الزوج بنسبة 4% منذ القاع الذي سُجّل في 17 سبتمبر 2025 عند 145.48، وصولاً إلى القمة المحققة يوم الخميس عند 154.45. ومع ذلك، لا يزال الزوج متراجعاً بنحو 2% منذ بداية العام حتى تاريخه. ويُعزى هذا الصعود الملحوظ في زوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني إلى عدة عوامل، أبرزها قرار تثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 0.50% من قبل البنك المركزي الياباني في اجتماعه الأسبوع الماضي، ودعم ساناي تاكايشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي ورئيسة وزراء اليابان، المعروفة بدعمها للسياسات النقدية والمالية التيسيرية التي تشجع على الإنفاق الحكومي المرتفع والاقتراض السهل لإنعاش الاقتصاد الراكد، مما يزيد من تعقيد مهمة البنك المركزي الياباني في السيطرة على التضخم دون رفع أسعار الفائدة. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حالياً 66 نقطة، مما يشير إلى وجود زخم إيجابي لزوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني. أما مؤشر MACD فيُظهر تقاطعاً صعودياً بين الخط الأزرق وخط الإشارة البرتقالي، مما يدعم استمرار الزخم الإيجابي للزوج.
AMD
ارتفع سهم AMD بنحو 112% منذ مطلع هذا العام حتى اليوم. وتترقب الأسواق يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 صدور النتائج المالية للشركة، حيث تتوقع الأسواق أن تسجل ربحاً قدره 1.17 دولار للسهم الواحد، بعد أن سجلت 0.92 دولار في القراءة السابقة. أما بالنسبة للإيرادات، فتتوقع الأسواق أن تصل إلى 8.73 مليارات دولار، بعد أن سجلت 6.82 مليارات دولار في القراءة السابقة. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حالياً 69 نقطة، ما يشير إلى الزخم الإيجابي لسهم AMD. كما يظهر مؤشر MACD تقاطعاً صعودياً بين خط MACD باللون الأزرق وخط الإشارة (Signal Line) باللون البرتقالي، مما يمنح السهم زخماً إيجابياً إضافياً.
الذهب
ارتفع سعر الذهب للشهر الثالث على التوالي، مسجلاً مكاسب بنحو 3.72% خلال شهر أكتوبر. وتراجعت أسعار الذهب بنحو 11% من القمة المسجلة في 20 أكتوبر عند 4,382 دولار إلى القاع المسجل في 28 أكتوبر عند 3,887 دولارات. وأغلق الذهب عند مستوى 4,002 دولارات يوم الجمعة، في آخر جلسات أكتوبر. ورغم الهدنة التجارية لمدة عام بين الولايات المتحدة والصين، والنبرة الحذرة من رئيس الفيدرالي جيروم باول الذي استبعد حتمية خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر، وارتفاع مؤشر الدولار الأميركي مؤخراً، فقد أغلق الذهب فوق المستوى النفسي 4,000 دولار، وهو أمر إيجابي، خصوصاً في ظل استمرار عوامل عدة داعمة لأسعاره، أبرزها استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية المستمرة مثل الحرب الروسية الأوكرانية التي لا تزال بعيدة عن أي حل نهائي، إضافة إلى استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لليوم الرابع والثلاثين، والضغوط السياسية المتزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الفيدرالي في ظل الانقسام الداخلي حول مسار السياسة النقدية والمخاطر التضخمية، إذ لا يزال معدل التضخم عند مستوى يقارب 3%، أي أعلى من المستهدف البالغ 2%. لذلك، يُستخدم الذهب كأداة تحوط ضد التضخم، إلى جانب استمرار التوترات التجارية بين إدارة ترامب ودول أخرى، حيث لا تزال الرسوم الجمركية تمثل عنواناً رئيسياً في سياساته، فضلاً عن تراجع ثقة المستثمرين بالعملات الورقية مثل الدولار واليورو والين والجنيه. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيسجل حالياً 51 نقطة، ما يعكس استمرار زخم صعودي طفيف.
مؤشر نيكاي 225
يواصل مؤشر نيكاي 225 مساره الصعودي، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 52,411 نقطة يوم الجمعة. وقد ارتفع المؤشر بنحو 70% منذ أدنى مستوى له في 7 أبريل من هذا العام عندما سجل 30,793 نقطة، حتى ذروته الحالية. كما ارتفع بنسبة 31% منذ بداية عام 2025، متفوقاً على مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية والصينية. ويسجل مؤشر القوة النسبية حالياً حوالي 75 نقطة، أي في منطقة التشبع الشرائي، ما يشير إلى الزخم الإيجابي للمؤشر. كما يُظهر مؤشر MACD تقاطعاً صعودياً بين خط MACD باللون الأزرق وخط الإشارة (Signal Line) باللون البرتقالي، مما يعزز الزخم الإيجابي لمؤشر نيكاي 225.
أهم أحداث هذا الأسبوع
تترقب الأسواق خلال هذا الأسبوع عدداً من المؤشرات والبيانات الاقتصادية المهمة:
يوم الإثنين، تصدر مؤشرات مديري المشتريات الصناعي في أستراليا وبريطانيا ومنطقة اليورو والولايات المتحدة، إلى جانب مؤشر مديري المشتريات الصناعي من Caixin في الصين ومؤشر أسعار المستهلكين في سويسرا ومؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن ISM في الولايات المتحدة.
يوم الثلاثاء، تترقب الأسواق قرار الفائدة الصادر عن البنك الاحتياطي الأسترالي وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 3.60%. كما تصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي في اليابان، وطلبيات المصانع وفرص العمل في الولايات المتحدة.
يوم الأربعاء، تنتظر الأسواق صدور مؤشرات مديري المشتريات الخدمي في أستراليا وبريطانيا ومنطقة اليورو والولايات المتحدة، إلى جانب بيانات التغير في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الصادر عن ADP، ومخزونات النفط الخام الأميركية.
يوم الخميس، تصدر الأسواق قرار الفائدة عن بنك إنجلترا المركزي وسط توقعات بتثبيت الفائدة عند 4.00%. كما تُنشر بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي في اليابان، ومبيعات التجزئة في منطقة اليورو، ومؤشر آيفي لمديري المشتريات في كندا.
وأخيراً، يوم الجمعة، تصدر بيانات إنفاق الأسر في اليابان، ومعدلا التغير في التوظيف والبطالة في كندا، إضافة إلى مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك في الولايات المتحدة.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.
