شهد الأسبوع الماضي مجموعة من الأحداث الاقتصادية الهامة عالميًا، حيث أظهرت محضر اجتماع الفيدرالي الأميركي أن غالبية الأعضاء يتوقعون خفضين إضافيين للفائدة هذا العام، بينما ارتفعت مخزونات النفط الخام بأكثر من المتوقع، وسجل مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك قراءة متباينة مع تحسن طفيف بالتوقعات طويلة الأجل للتضخم. في بريطانيا، واصل قطاع الإنشاء الانكماش رغم تحسن طفيف في مؤشر مديري المشتريات. أما في كندا، فجاءت البيانات قوية بشكل ملحوظ مع ارتفاع التوظيف وتراجع البطالة وتحسن كبير في مؤشر آيفي. في نيوزيلندا، خالف البنك المركزي التوقعات بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من 25، ما يشير إلى موقف أكثر تحفيزًا. وفي اليابان، ارتفع إنفاق الأسر شهريًا بأكثر من المتوقع، لكنه ظل دون القراءة السابقة، مما يعكس استمرار التذبذب في التعافي الاقتصادي.
تحليل السوق
زوج الدولار الأميركي / الين الياباني
ارتفع سعر زوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني يوم الجمعة، مسجلاً مستوى 153.27، وهو الأعلى منذ 13 فبراير 2025، ثم تراجع ليغلق عند مستوى 151.12. ومع ذلك، لا يزال الزوج متراجعًا بنحو 4% منذ بداية العام حتى تاريخه. ويُعزى هذا التراجع للعملة اليابانية إلى عدة عوامل، أبرزها فوز ساناي تاكايشي في انتخابات زعامة حزب الليبرالي الديمقراطي، وهي معروفة بدعمها للسياسات النقدية والمالية التيسيرية، أي تدعم الإنفاق الحكومي المرتفع والإقتراض السهل لإنعاش الاقتصاد الراكد، مما يزيد من تعقيد مهمة البنك المركزي الياباني في السيطرة على التضخم وعدم رفع أسعار الفائدة. ويسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا 60 نقطة، مما يشير إلى وجود زخم إيجابي لزوج الدولار الأميركي مقابل الين الياباني. أما مؤشر MACD فيُظهر تقاطعًا صعوديًا بين الخط الأزرق وخط الإشارة البرتقالي، مما يدعم استمرار الزخم الإيجابي للزوج.
JP Morgan Chase
ارتفع سهم JP Morgan Chase بنحو 26% منذ مطلع هذا العام حتى اليوم. وتترقب الأسواق يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 صدور النتائج المالية للشركة، حيث تتوقع الأسواق أن يسجل ربحًا قدره 4.66 دولار للسهم الواحد، بعد أن سجل 4.37 دولارًا للسهم في القراءة السابقة. أما بالنسبة للإيرادات، فتتوقع الأسواق أن تصل إلى 44.45 مليار دولار، بعد أن سجلت 43.32 مليار دولار في القراءة السابقة. أما مؤشر القوة النسبية RSI فيسجل حاليًا 40 نقطة، ما يشير إلى الزخم السلبي لسهم JP Morgan Chase. أما مؤشر MACD، فيظهر تقاطعًا هبوطيًا بين مؤشر MACD باللون الأزرق مع الـ SIGNAL LINE باللون البرتقالي، مما يعطي زخمًا سلبيًا لسهم JP Morgan Chase.
الفضة
يواصل سعر الفضة، المعروف بـ”ذهب الفقراء”، اتجاهه الصاعد، حيث سجل 51.24 دولارًا يوم الخميس، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، متجاوزًا المستوى القياسي الذي سجله في أبريل 2011 عند مستوى 49.76 دولارًا. وأغلق سعر الفضة يوم الجمعة عند مستوى 50 دولارًا. كما ارتفعت الفضة بنحو 73% منذ بداية العام وحتى اليوم، متفوقة على الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين ومؤشرات الأسهم العالمية، لا سيما الأميركية والأوروبية والصينية واليابانية، بل وتفوقت أيضًا على الذهب الذي ارتفع بنسبة 53%. وتشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي للفضة. ويستفيد سعر الفضة حاليًا من عدة عوامل، منها: وجود ارتباط إيجابي بين الذهب والفضة بشكل عام، رغم أن هذا الارتباط ليس دائمًا ثابتًا بنفس القوة. ومع ارتفاع أسعار الذهب حاليًا، أدى ذلك أيضًا إلى ارتفاع أسعار الفضة، خاصة من قبل الأفراد الذين لا يملكون القدرة على شراء الذهب، فيرون في الفضة بديلًا له. ورغم أن الفضة ليست ملاذًا آمنًا تقليديًا، فإنها تلعب هذا الدور حاليًا، وهو ما يفسر الزخم القوي الذي تشهده، ووتيرة ارتفاعها التي تفوقت بشكل واضح على الذهب. الطلب الصناعي القوي على الفضة، نظرًا لاستخدامها في صناعات متعددة مثل اللوازم الطبية، والأجهزة الإلكترونية، والسيارات الكهربائية. ويُعزز عصر الذكاء الاصطناعي هذا الطلب، نظرًا لاعتماد بنيته التحتية على مكونات إلكترونية تعتمد على الفضة. العجز المستمر في المعروض، حيث يتجاوز الطلب على الفضة العرض السنوي. هذا العجز يعني أن الكميات المتوفرة أقل من الحاجة، مما يضغط على الأسعار للارتفاع. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيسجل 81 نقطة، أي في منطقة التشبع الشرائي، وهو ما يعكس زخمًا صعوديًا مستمرًا. أما مؤشر MACD، فيظهر تقاطعًا صعوديًا بين مؤشر MACD باللون الأزرق مع الـ SIGNAL LINE باللون البرتقالي، مما يعطي زخمًا للفضة.
مؤشر الداكس الألماني
يستمر مؤشر داكس الألماني في مساره الصاعد، مسجلًا يوم الخميس 9 أكتوبر مستوى 20,771 نقطة، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. وأغلق عند مستوى 24,242 نقطة. كما ارتفع بنحو 22% منذ مطلع العام حتى اليوم، متفوقًا على مؤشرات الأسهم الأوروبية الأخرى، وأيضًا مؤشرات الأسهم الأميركية. أما بالنسبة لمؤشر القوة النسبية، فهو يسجل حاليًا حوالي 73 نقطة، في منطقة التشبع الشرائي، ما يشير إلى الزخم الإيجابي للداكس.
أهم أحداث هذا الأسبوع
تترقب الأسواق خلال هذا الأسبوع عددًا من المؤشرات والبيانات الاقتصادية المهمة:
- يوم الإثنين: مؤشري الصادرات والواردات في الصين، ومؤشر الإنفاق على البناء في الولايات المتحدة الأميركية.
- يوم الثلاثاء: معدلي البطالة والدخل متضمنين العلاوات في بريطانيا، بالإضافة إلى حديث رئيس الفيدرالي جيروم باول.
- يوم الأربعاء: مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين في الصين، والإنتاج الصناعي في اليابان ومنطقة اليورو، ومؤشرات أسعار المستهلكين، وإمباير ستيت للصناعة في ولاية نيويورك، ومخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية.
- يوم الخميس: معدلي التغير في التوظيف والبطالة في أستراليا، ومؤشري الناتج الإجمالي المحلي والإنتاج الصناعي في بريطانيا، بالإضافة إلى مؤشرات أسعار المنتجين، ومعدلات الشكاوى من البطالة، وفيلادلفيا للصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الأميركية.
- يوم الجمعة: صدور مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو، ومؤشرات الوظائف غير الزراعية، ومعدل البطالة، ومتوسط الأجور في الساعة، والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الأميركية.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.