تشهد أسواق النفط تقلبات سعرية حادة في الآونة الأخيرة، حيث سجّلت الأسعار يوم أمس مستوى 80.34 دولارًا أميركيًا، وهو أعلى مستوى منذ 21 يناير 2025، قبل أن تغلق عند نحو 70 دولارًا، أي بتراجع يومي يقدّر بنحو 9%.
ويُظهر مؤشر التقلبات في أسعار النفط (OVX)، وهو ما يُعرف بمؤشر “الخوف” في سوق النفط، تسجيله مستوى 74.41 نقطة الأسبوع الماضي، وهو الأعلى منذ 9 مارس 2022، ويحوم حاليًا قرب مستوى 54 نقطة، ما يشير إلى ارتفاع ملحوظ في التقلبات، خاصةً في ظل التطورات الجيوسياسية الجارية بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بعد الضربات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، أعقبها رد إيراني محدود يوم أمس استهدف قواعد عسكرية أميركية في قطر والعراق، من دون وقوع إصابات أو قتلى.
وفي أعقاب ذلك، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن “الوقت قد حان الآن للسلام”، معلنًا انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، في ظل ترقّب لتأكيد رسمي بشأن سريان الهدنة، الأمر الذي دفع أسعار النفط للتراجع إلى ما دون مستوى 70 دولارًا، مسجلةً اليوم مستوى 68.20 دولار.
وقد صعدت أسعار النفط بنحو 27% منذ القاع الذي سُجّل في 5 مايو عند 58.75 دولارًا، وصولًا إلى القمة التي تم تسجيلها يوم أمس، إلا أن الأسعار لا تزال منخفضة بنحو 7% منذ بداية العام حتى تاريخه، وسط حالة من الضبابية التي تسيطر على السوق، والمتأثرة بعدّة عوامل متضاربة.
وفي تطوّر لافت، وافق البرلمان الإيراني مؤخرًا على مشروع قانون يقضي بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية، ما يستوجب ترقّب هذا القرار عن كثب نظرًا لتداعياته المحتملة والخطيرة على أسعار النفط؛ إذ تشير التوقعات إلى أنه في حال تم إغلاق المضيق فعليًا، قد ترتفع أسعار النفط إلى ما فوق مستوى 100 دولار للبرميل.
وفي هذا السياق، توقّع بنك غولدمان ساكس قفزة كبيرة في أسعار النفط إذا تضررت التدفقات عبر مضيق هرمز، مشيرًا إلى أنه في حال تراجع صادرات إيران بمقدار 1.75 مليون برميل يوميًا، فقد يصل سعر النفط إلى 90 دولارًا، وقد يقفز إلى 110 دولارات إذا انخفضت إمدادات هرمز إلى النصف.
من الناحية الفنية، يسجّل مؤشر القوة النسبية (RSI) حاليًا نحو 50 نقطة، مما يشير إلى حالة من الحياد في الزخم. أما مؤشر الماكد (MACD)، فيُظهر تجاوز الخط الأزرق لخط الإشارة (Signal Line) باللون البرتقالي، وهو ما يدل على زخم إيجابي في حركة أسعار النفط.
يرجى ملاحظة أن هذا التحليل يُقدّم لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. ينطوي التداول على مخاطر عالية.